معاً لنحمي بيت الرجل المعدّد

الرئيسية المقالات معاً لنحمي بيت الرجل المعدّد
حمايةاسرةرجلمعدد

استمع الي المقالة :


مهما تكن دقة القائمين على أي تنظيم مؤسساتي وترتيبهم له ودراستهم حوله، لا بد وأن تعترضهم عوائق أثناء تطبيقه بشكل عملي وعلى أرض الواقع، فكيف والحال كذلك، إذا كنا أمام قضية تخص بيوت الرجل المعدّد، هذا التنظيم الأسري الذي شرّعه الله عز وجل بكل تأكيد، لكنه لا يخلو في الوقت نفسه من عثرات وتقلبات أسوة بغيرها من البيوت الزوجية والتي لا بد من الوقوف أمامها ومعالجتها بحكمة كي يتحقق الهدف من مسألة التعدّد وتعزيز المساهمة بإعمار الأرض.
إن شرعية مسألة تعدّد الزوجات لا ينفي وجود بعض العوائق أثناء تطبيقها، انطلاقاً من إدراكنا أنه كلّما تعلّق المشروع بالانسان سواء كان رجلاً أم امرأة، كلما ازدادت تعقيداته وازدادت الحاجة معه إلى الحكمة في معالجة الأمور، وفي هذه الحالة لا بد من الاستعانة بالعلماء الذين يستندون إلى الأصل والدليل وبالخبراء المتخصصين أصحاب التجارب العلمية والعملية الناجحة لمساعدة المعدّد وأسرته عن أجوبة شافية تعينه على ما أقدم عليه.
بيت المعدّد تشوبه كغيره من البيوت الأسرية أخطاء وعثرات، من المهم جداً التعامل معها مبكراً كي لا تستعصي وتصبح غير قابلة للحل، وأهمها على المستوى النظري تبدأ في رؤية المعدّد نفسه إلى الزواج من امرأة ثانية، حيث يقدم البعض على التعدّد من منطلقات لا تعطي أي اعتبار إلى الجوانب الأسرية الأخرى، مكتفياً بالقول : أنا أقوم بكل واجباتي الشرعية التي حللّها الله لي ويكفييني.
ومع وجود أمثلة كثيرة ناجحة ومستقرة في حياة بيوت الرجال المعدّدين، إلا أن بعضهم قام بالتعدّد من منطلق عاطفي، الأمر الذي أوقعه في مشكلات عدة، وهذا ما جعلنا نؤسس لتطبيق إعفاف كمكان موثوق يلجأ إليه المعدّد ليحصل منه على أجابات شافية لمسألة تشغله بما يعيد الاستقرار والأمان له ولبيته.
صحيح أن فهم الجوانب الشرعية والقيام بها في مسألة التعدد ضرورة مطلوبة لا جدال فيها، لكن أيضاً توجد جوانب تربوية لا تقل أهمية، مثل العلاقات بين الأسرة الواحدة وأولادها وبين بقية الأسر والأبناء من زوجات أخريات وعدم التمييز بينهم، وأيضاً مسائل تتعلق بالعاطفة والاهتمام وإعانة أفراد العائلة على نجاحهم في حياتهم المهنية والعاطفية.
هذه المسائل وإن تشابهت من حيث الشكل إلا أنه تبيّن لنا من خلال التجربة إنها لا تتشابه بين كل أسرة وأخرى وبين كل معدّد وآخر، فلكل أسرة ظرفها ولكل زوجة أسلوبها الذي يميّز العلاقة معها عن غيرها من الزوجات الأخريات ولكل ابن وكل ابنة وكل بيت وأخوة وأخوات. أيضاً مسألة العدل بين الزوجات والعدل بين الأبناء والبنات ومصاريفهم واحتياجاتهم، فضلاً عن وجود حزازات ومشاكل نفسية، إذا لم تعالج بالسرعة والاقتدار ستؤدي إلى عدم استقرار بيت المعدّد وأسرته، فبدل أن تكون مسألة التعدّد حلاً للزوج والمرأة والأبناء، تتحول إلى مشكلة تؤرق بالهم أجمعين.
في محاولة منّا لمنع الوصول إلى مثل هذه النتائج، قررنا الوقوف إلى جانب الرجال المعدّدين وبيوتهم بما يخدمهم وأسرهم وأولادهم، وبما لا يعطي صورة سلبية عن مسألة التعدّد في المجتمع، لا سيما وأن سلوك بعض الرجال المعدّدين يساهم عن غير قصد في نشر هذه الصورة السلبية الأمر الذي يعطي المجال واسعاً أمام التعدّي والهجوم على مبدأ التعدّد نفسه ورفضه بالمطلق ورفض الرّجال المعدّدين في المجتمع خصوصاً في ظل الانفتاح غير المسبوق التي تشهده مجتمعاتنا الإسلامية، وفي ظل انتشار مفاهيم تطال مجتمع المعددّين والتي لا تتطابق مع الواقع.
من هنا، ظهرت فكرة إنشاء تطبيق إعفاف للمساهمة في التوعية حيال هذا الموضوع الهام في المجتمع. هذا التطبيق بمثابة مجتمع موازٍ للرجال المعدّدين يساعدهم وأسرهم من التشتّت ويحمي أطفالهم من الفشل، خصوصاً وأن بعض المعدّدين تنقصهم الخبرة أو التجربة، فكان لا بد من وضع كل الخبرات الموثوقة أمامهم في هذا التطبيق لمساعدتهم على الوصول إلى الحلول المنشودة بكل يسر وسهولة بما يبرز سماحة الإسلام ودوره في إعمار الأرض وبما يضمن صناعة نماذج ناجحة تلهم المعدّدين وأبنائهم على مشاريع جديدة تزيد من استقرارهم وطمأنينتهم. ...




قيم هذه المقالة :


تقييم القراء :